د. راغب السرجاني
المشرف العام على الموقع
طبيب ومفكر إسلامي، وله اهتمام خاص بالتاريخ الإسلامي، رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة، صاحب فكرة موقع قصة الإسلام والمشرف عليه، صدر له حتى الآن 58 كتابًا في التاريخ والفكر الإسلامي.
ملخص المقال
قصة العلمانية كتاب جديد للدكتور راغب السرجاني صدر حديثا عن دار أقلام للنشر والتوزيع، يتناول العلمانية وما هي العلمانية ومفهوم العلمانية وعلاقة
صدر حديثًا كتاب قصة العلمانية للأستاذ الدكتور راغب السرجاني المشرف العام على موقع قصة الإسلام، وذلك عن دار أقلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة.
يتناول الكتاب العلمانية، وذلك من خلال ما هي العلمانية، ومفهوم العلمانية، وعلاقة العلمانية والإسلام، وتاريخ العلمانية في العالم الإسلامي، وهل يحتاج المسلمون حقًّا المنهج العلماني.
فكرة كتاب قصة العلمانية
وبعدما شاء اللهُ وقدَّر أن تزول وتنكشف الغمَّة بالثورات العربية، ومَنَّ علينا برؤية مصارع القوم الظالمين في آيات معجزة تصرخ بقدرة ومشيئة الله تعالى، لكن -وللأسف- بدلاً من أن نرى التكبير والتحميد والتهليل على شاشات إعلامنا "الوطني"، رأيناها تدعو مرَّة أخرى إلى الانتكاس والانسلاخ من الإسلام، وتجعل جُلَّ منابرها أبواقًا لدعاة العلمانية والتغريب!!
كانت مفاجأة حقيقية أن نجد العلمانية تُحاول إعادة إنتاج نفسها في بلادنا مرَّة أخرى، وباستخدام الأسلحة الخبيثة نفسها من دسٍّ ومؤامرات وتأجيج نيران الفتن بين أبناء الوطن الواحد، وتحت قصف إعلامي ثقيل من الطنطنة اليومية المتكرِّرة دون ملل؛ أنهم هم أصحاب المَدَنِيَّة والتقدُّم والعلم، بينما غيرهم دعاة التخلُّف والرجعية!!
ومن أجل التوضيح والتبيين لحقيقة العلمانية وللتحذير من خطورة هذه الدعوات الخبيثة، سطرنا هذه الصفحات.
مختصر كتاب قصة العلمانية
يتناول الكتاب العلمانية من جوانب عدة؛ حيث يعرض ما هي العلمانية، وتاريخها، ووجودها في العالم الإسلامي، وعلاقتها بالإسلام.
ما هي العلمانية ؟
حيث يبين أن الفكرة العلمانية تهتمُّ في الأساس بإدارة حياة الإنسان على الأرض، ولا تشغل بالها بالتفكير في ما هو أكبر وأبعد من ذلك، ولعلَّنا بذلك نفهم سرَّ المبدأ العلماني الخبيث الذي يُنادي بفصل الدين عن الدولة.
وقد جاء في القواميس الكبرى للغة الإنجليزية أن كلمة (علماني) تعني:
1- دنيوي أو مادي.
2- ليس بديني أو ليس بروحاني.
وكذلك في دائرة المعارف البريطانية؛ فنجدها تذكر عن العلمانية: أنها حركة اجتماعية، تهدف إلى نقل الناس من العناية بالآخرة إلى العناية بالدار الدنيا فحسب!
والأدهى أن دائرة المعارف البريطانية قد تحدَّثَتْ عن العلمانية كأحد أنواع الإلحاد؛ حيث قَسَّمَتْ دائرة المعارف الإلحاد إلى قسمين؛ الأول: إلحاد نظري. والثاني: إلحاد عملي. وجعلت العلمانية ضمن أنواع الإلحاد العملي.
تاريخ العلمانية ونشأتها
دائمًا وعلى مدار عقود التاريخ تواجدت فئة من الناس لا يُؤمنون بدين، ولا يعتقدون في إله على الإطلاق، وللحقِّ فقد ظلَّت هذه الفئة تُمَثِّل الشذوذ البشري طوال التاريخ الإنساني، ولكن الأمر أخذ في التصاعد منذ تزايد الصراع مع الكنيسة في أوربا، وهذا ما حَدَا بكثير من الفلاسفة والمؤرِّخين أن يُهَاجموا الدين كله ويرموه عن قوس واحدة، ويُنتجوا فلسفات تُحاول تفسير الحياة والوجود بغضِّ النظر عن الإله.
نشأت العلمانية في أوربا في وقت تفشَّتْ فيه الانحرافات والمذاهب الفكرية الضالَّة؛ بسبب الظروف القاسية التي عانت منها القارة الأوربية لقرون طويلة تحت سيطرة طغاة الحُكَّام وطغاة رجال الدين الكنسي؛ الذين وصلوا في الطغيان وضروب الخرافات إلى ما لا يتصوره العقل من التجبُّر والتناقض, والظلم الفادح, واستعباد الناس وإذلالهم, ومحاربة كل فكر يخالف ما هم عليه.
كما يعرض الكتاب دور الكنيسة السلبي الذي ولد الانفجار داخل الشعوب الأوربية؛ مما أدى إلى تبني فكرة فصل الدين عن الدولة، إلى أن جاءت الثورة الفرنسية، حيث تعتبر بمنزلة نقطة الارتكاز للفكر العلماني.
العلمانية والعالم الإسلامي
إذا كان هذا الذي حدث في بلاد الغرب النصراني ليس بغريب لجهلهم بأحكام الدين الصحيح؛ الذي ارتضاه الله تعالى خالق الكون لعباده، فإنه غير ممكن في بلاد عرفت الإسلام، بل ولا متوقّع حدوثه؛ فوحي الله في الإسلام لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ولقد كان للنصارى العرب المقيمين في بلاد المسلمين دورٌ كبيرٌ في نقل الفكر العلماني إلى ديار المسلمين، والترويج له، والمساهمة في نشره عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، كما كان -أيضًا- للبعثات التعليمية -التي ذهب بموجبها طلاب مسلمون إلى بلاد الغرب لتلقِّي أنواع العلوم الحديثة- أثرٌ كبيرٌ في نقل الفكر العلماني ومظاهره إلى بلاد المسلمين، نُضيف إلى ذلك ما ساهمت به المدارس الأجنبية -التي انتشرت في البلاد الإسلامية- في إخراج أجيال من الشباب تربَّت على الفكر الغربي.
وظلَّت الأفكار العلمانية تتسلَّل إلى عالمنا الإسلامي، وتتوغَّل يومًا بعد يوم مستغلَّة حالة الضعف التي سادت بلاد العالم الإسلامي مع تهاوي دولة الخلافة العثمانية، التي كانت بمنزلة السدِّ الأخير الذي يحمي البلاد الإسلامية من الغرب الاستعماري وأفكاره المسمومة.
كما يكشف الكتاب دور أتاتورك في انتشار العلمانية في تركيا، ودور الحبيب بورقيبة في نشر العلمانية في تونس، وما هي الخطوات العملية التي اتخذها كلٌّ منهما في نشر العلمانية في بلده.
هل يحتاج المسلمون العلمانية ؟
بعد تفكُّر وتدبُّر في هذه الظاهرة العلمانية الوافدة إلى عالمنا العربي والإسلامي، والتي ارتفعت الأصوات تُنادي بتجربتها مجدَّدًا في بلادنا، خاصة بعدما بدأت إرهاصات الربيع العربي تُداعب خيالهم وأحلامهم، بإمكانية تطبيق مثل هذه المناهج الفاسدة في مجتمعاتنا - وجدنا أن المسلم منَّا حين يُفَكِّر في هذا الأمر، سيجد نفسه أمام إحدى قضيتين؛ القضية الأولى: الإيمان باليوم الآخر، والقضية الثانية: هل يُعادي الإسلامُ العلمَ والحرية؟
وفي خاتمة الكتاب يقول الدكتور راغب السرجاني: "ومع ذلك فكلامي هذا لا يعني إقصاء العلمانيين في بلاد الإسلام عن المجتمع، بل أنا أدعو دومًا إلى سماع الرأي الآخر، وإلى التعايش مع المخالفين، ولكن ما أهدف إليه هو أن يرفع المسلمون رءوسهم، ويفتخروا بدينهم، ويعلموا علمًا يقينيًّا أن الله عز وجل قد حباهم بما لم يُعْطِ غيرهم، وأنه لزامًا عليهم أن يحملوا هذا المنهج القويم إلى الدنيا بأسرها، بدلاً من أن يبحثوا في ثقافات الأمم هنا وهناك عن مناهج لن تبلغ بحالٍ معشار عظمة المنهج الإسلامي...".
هذا الكتاب - قصة العلمانية
تعدَّدت الآراء على مدار سنوات بين مُؤَيِّد ومعارض للدعوات التي تُنادي بتطبيق المنهج العلماني في بلادنا العربية والإسلامية، وبعد نجاح الثورات العربية عاد الأمر إلى الظهور بشدَّة؛ فارتفعت الأصوات وزاد الضجيج حول هذا الموضوع بشكل يُنذر بالخطر!
فما المقصود بكلمة العلمانية؟ وما تاريخها؟
وهل يحتاج المسلمون حقًّا المنهج العلماني؟
هذا ما يُجيب عنه هذا الكتاب.
نبذة عن كتاب قصة العلمانية
عنوان الكتاب/ قصة العلمانية.
المؤلف/ أ. د. راغب السرجاني.
الطبعة الأولى/ 1433هـ = 2012م.
الناشر/ دار أقلام للنشر والتوزيع والترجمة، ط1، 1433هـ = 2012م. (80 ص).
صفحة الكتاب في دار أقلام للنشر والتوزيع والترجمة.
للحصول على كتاب قصة العلمانية:
القاهرة: ت/ 0223952464 - م/ 0116500111
أو عبر الموقع الإلكتروني: www.aqlamonline.net.
روابط ذات صلة:
- العلمانية
- الأقباط ووهم العلمانية
- حقيقة العلمانيين العرب
- ماذا صنعت العلمانية بأوربا ؟
- ماذا يريد العلمانيون من مصر ؟
- هل تحل العلمانية مشكلة التعددية ؟
- الليبرالية والعلمانية .. تساؤلات شائكة
- العلمانية أخطر تحديات المشروع الإسلامي
التعليقات
إرسال تعليقك